"وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ" ]الأنبياء:107[. لقد اصطفى الله سبحانه وتعالى محمد صلى الله عليه وسلم وارسله ليكون رحمة لكل الأحياء على وجه المعمورة. رحمة للعالمين لإرشادهم الى الحق واخراجهم من الظلمات الى النور ومن الضلالة الى الهدى ومن الحيرة والقلق إلى اطمئنان النفوس بذكر الله الواحد الأحد. رحمة فيما جاء به من شرائع ترسى قواعد العدل والمساواة واحترام الانسان الذى كرمه الله تعالى وخلقه بيده واسجد له ملائكته. ولما كان من مقاصد الشريعة الاسلامية الحفاظ على النفس فلم يخلو كتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم من توجيهات للحفاظ على الصحة وعلاج بعض الحالات المرضية التي عاصرت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم؛ والتوجيهات النبوية في هذا المجال هي عقيدة راسخة عند المسلم الذى يضع نصب عينه قول الله تعالى " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" ]النجم:3-4[. والباحث- فيما صار يعرف بين العلماء والمصنفين بالطب النبوي- لا يشغله الا صحة نسبة الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فان صح الحديث أيقن أن ما فيه حق أثبته العلم أم لم يتمكن من إثباته بعد لأنه وحى من عند الله.  إن صحة الانسان تعتمد على البيئة المحيطة به وعلى تطبيقه لمعايير النظافة الشخصية وعلى مخالطته لغيره من الناس وحتى الحيوانات، ويأتي بعد ذلك ما يمارسه من طرق ومايتناوله من دواء لعلاج ما يصاب به من الأمراض. ولنعطي لمحة مختصرة عن الإرشادات النبوية في هذه المجالات المختلفة.

أستاذ الكرسي

الأستاذ الدكتور/ ماجد سعد عبدالقادر

أستاذ العقاقير - كلية الصيدلة